للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٣٦٠ هـ في كتابه "المحدث الفاصل" (١) بابا خاصا لما يطلق عليه "الغريب والحسن"، وساق فيه آثارًا تدل على كراهية أهل الحديث لما يسمى بالغريب والحسن ويظهر أن معناهما واحد عندهم.

قال رحمه الله: "باب من كره أن يروي أحسن ما عنده" وساق فيه آثارًا المشار إليها.

وساق الخطيب البغدادي بابا لما أشرنا إليه في "الجامع" (٢) بعنوان: استحباب رواية المشاهير والصدوف عن الغرائب والمناكير.

وقال ابن الصلاح - رحمه الله - في معرفة أنواع علم الحديث (٣):

"الثامن: في قول الترمذي وغيره: "هذا حديث حسن صحيح (٤) إشكال، لأن الحسن قاصر عن الصحيح كما سبق إيضاحه ففي الجمع بينهما في حديث واحد جمع بين ذلك القصور وإثباته؟ وجوابه: أن ذلك راجع إلى الإسناد فإذا روي الحديث الواحد بإسنادين أحدهما إسناد حسن والآخر إسناد صحيح استقام أن يقال فيه: إنه حديث حسن صحيح، أى أنه حسن بالنسبة إلى إسناد صحيح بالنسبة إلى إسناد آخر على أنه غير مستنكر أن يكون بعض من قد ذلك أراد بالحسن معناه اللغوي وهو ما تميل إليه النفس، ولا يأباه القلب، دون المعنى الاصطلاحي، الذي نحن بصدده فاعلم ذلك والله أعلم".


(١) ص: (٥٦١ - ٥٦٥).
(٢) (٢/ ١٠٠ - ١٠١).
(٣) معرفة أنواع علم الحديث: ١١٠ بتحقيقنا.
(٤) للعلماء في هذه المسألة أجوبة واعتراضات ومناقشات. انظر: الاقتراح: ١٧٤، ونكت الزركشي ١/ ٣٦٨، ومحاسن الاصطلاح: ١١٤، والتقييد والإيضاح: ٥٨، ونكت ابن حجر ١/ ٤٧٥، والبحر الذي زخر ٣/ ١٢٠٩.