للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

التفرد في الاصطلاح: عرّفه أبو حفص الميانشي (١) الفرد بأنه: ما انفرد بروايته بعض الثقات عن شيخه، دون سائر الرُّوَاة عن ذَلِكَ الشيخ (٢).

ويظهر من هَذَا التعريف بعض القصور في دخول بعض أفراد المُعَرّف في حقيقة التعريف، إِذْ قَصَرَه علَى انفراد الثقة فَقَطْ عن شيخه (٣).

وعرّف الدكتور حمزة المليباري التفرد وبيّن كيفية حصوله، فَقَالَ: "يراد بالتفرد: أن يروي شخص من الرُّوَاة حديثًا دون أن يشاركه الآخرون" (٤).

وهذا التعريف الأخير أعم من التعريف الأول، فإنه شامل لتفرد الثقة وغيره، وعليه تدل تصرفات نقاد الْمُحَدِّثِيْنَ وجهابذة الناقلين، ولقد كثر في


(١) هُوَ أبو حفص عمر بن عَبْد المجيد القرشي الميانشي، له كراس في علم الْحَدِيْث أسماه: "ما لا يسع المحدّث جهله"، توفي بمكة سنة (٥٨١ هـ). انظر: العبر ٤/ ٢٤٥، والأعلام ٥/ ٥٣.
وقَدْ وقع في بعض مصادر ترجمته (الميانشي)، نسبة إلى (مَيّانِش) قرية من قرى المهدية. انظر: معجم البلدان ٥/ ٢٣٩، والعبر ٤/ ٢٤٥، ونكت الزركشى ١/ ١٩٠، وتاج العروس ١٧/ ٣٩٢.
وفي بعضها (الميانجي) وَهِيَ نسبة إلى (ميانج) موضع بالشام، أو إلى (ميانه) بلد بأذربيجان. انظر: الأنساب ٥/ ٣٢٠، واللباب ٣/ ٢٧٨، ومعجم البلدان ٥/ ٢٤٠، ومراصد الاطلاع ٣/ ١٣٤١. وكذا نسبه الحافظ ابن حجر في النُّزهة: ٤٩، وتابعه شرّاح النزهة عَلى ذَلِكَ. انظر مثلا: شرح ملا علي القاري: ١١.
(٢) ما لا يسع المحدّث جهله: ٢٩.
(٣) وأجاب عَنْهُ بعضهم بأن رِوَايَة غَيْر الثقة كلا رِوَايَة. التدريب ١/ ٢٤٩.
(٤) الموازنة بَين منهج المتقدمين والمتأخرين: ١٥.