للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فيجلس ملك الموت عند رأسه ويحفونه الملائكة ويضع كل ملك منهم يده على عضو من أعضائه ويبسط ذلك الحرير الأبيض والمسك الأذفر من تحت ذقنه ويفتح له باب إلى الجنة فإن نفسه لتعلل عند ذلك بطرف الجنة مرة بأرواحها ومرة بكسوتها ومرة بثمارها كما يعلل الصبي أهله إذا بكى، قال: وإن أزواجه ليبهشن عند ذلك ابتهاشا، قال: وتنزو الروح، قال: البرساني تريد أن تخرج من العجلة إلى ما تحب، قال: ويقول ملك الموت اخرجي يا أيتها الروح الطيبة إلى {دْرٍ مَخْضُودٍ (٢٨) وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ (٢٩) وَظِلٍّ مَمْدُودٍ (٣٠) وَمَاءٍ مَسْكُوبٍ} (١)، قال: ولملك الموت أشد لطافة من الوالدة بولدها يعرف أن ذلك الروح حبيب لربه فهو يلتمس بلطفه تحببا لربه رضى للرب عنه فيسل روحه كما تسلل الشعرة من العجين، قال: وقال الله تبارك وتعالى: {الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ} (٢)، وقال: {فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ (٨٨) فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ} (٣) قال: روح من جهد الموت وريحان يتلقى به، قال: وجنة نعيم مقابلة، وقال: فإذا قبض ملك الموت روحه قال الروح للجسد: جزاك الله عني خيرا فقد كنت سريعا بي إلى طاعة الله بطيئا بي عن معصية الله فقد نجوت وأنجيت، قال: ويقول: الجسد للروح مثل ذلك، قال: وتبكي عليه بقاع


(١) الواقعة من ٢٨ - ٣١.
(٢) النحل: ٣٢.
(٣) الواقعة: ٨٨ - ٨٩.