أسامة لا يجمع اللّه عليهم الشدة في الدنيا والآخرة، لهم الجنة، ويا ليتني قد رأيتهم يا أسامة؟ لهم الشرف في الآخرة، ويا ليتني قد رأيتهم، الأرض بهم رحيمة والجبار عنهم راض، ضيع الناس فعل النبيين وأخلاقهم وحفظوا هم، الراغب من رغب إلى اللّه في مثل رغبتهم، والخاسر من خالفهم، تبكي الأرض إذا فقدتهم ويسخط اللّه على كل بلد ليس فيها مثلهم، يا أسامة وإذا رأيتهم في قرية فاعلم أنهم أمان لأهل تلك القرية، لا يعذب اللّه قوما هم فيهم، اتخذهم لنفسك عسى أن تنجو بهم، وإياك أن تدع ما هم عليه فتزل قدمك، فتهوى في النار، حرموا حلالا أحل لهم، طلب الفضل في الآخرة، وتركوا الطعام والشراب على قدرة لم يتكالبوا على الدنيا تكالب الكلاب على الجيف، شغل الناس بالدنيا وشغلوا أنفسهم بطاعة اللّه، لبسوا الخرق وأكلوا الفلق، تراهم شعثا غبرا يظن الناس أن بهم داء، وما ذاك بهم، ويظن الناس أنهم قد ذهبت عقولهم وما ذهبت، ولكن نظروا بقلوبهم إلى من ذهب بعقولهم عن الدنيا، فهم الدنيا عند أهل الدنيا يمسون بلا عقول، يا أسامة عقلوا حين ذهب عقول الناس، لهم البشرى في الآخرة".
سيأتي ذكره في مسند سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل.
٣٠٨ - عن أسامة بن زيد، قال: كنت أصوم شهرا من السنة، فذكرته للنبي - صلى الله عليه وسلم -، قال رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم -: "أين أنت عن صوم شوال".
إسناده ضعيف؛ لجهالة التابعي، وتدليس ابن إسحاق.
- أخرجه: البخاري في التاريخ الكبير ١/ ٢٠، قال: قال سلمة: (يعني: سلمة بن الفضل الرازي)، قال: حدثنا ابن إسحاق (يعني: محمد)، عن محمد بن أسامة (١)، عن أبيه، عن أسامة، فذكره.
(١) وقع في المطبوع من التاريخ الكبير (محمد بن عبد اللّه بن محمد بن أسامة) وفي بدء الترجمة (محمد بن أسامة بن محمد بن أسامة) وأثبتنا الصواب إن شاء اللّه.