للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

قائمًا، فكف عن طلبهم ودعاهم إلى الإسلام، فسارعوا وأجابوا، وتقدّم نَفَرٌ من رؤَسائهم فبايعوه على الإسلام، وقالوا: نحن على مَن وراءنا من قومنا، وهذه صَدَقاتنا فخُذْ منها حقَّ الله!. (١)

سيأتي ذكره في مُسند أبي رافع مولى رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.

٤٩٥ - عن عبد الله بن أُنيس، قال: خرجنا من المدينة حتى أتينا خيبرَ، قال: وقد كانت أُم عبد الله بن عتيك بخيبر يهودية أَرضعته، وقد بعثنا رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خمسة نفر: عبد الله بن عتيك، وعبد الله بن أُنيس، وأبو قتادة، والأسود بن الخزاعي، ومسعود بن سنان، قال: فانتهينا إلى خيبر، وبعث عبد الله إلى أُمه فأعلمها بمكانه، فخرجت إلينا بجراب مملوءٍ تمرًا كبيسًا وخبزًا، فأكلنا منه ثم، قال لها: يا أُماه، إنا قد أَمسينا، بيِّتينا عندك فأَدخلينا خيبر، فقالت أُمه: كيف تطيق خيبر وفيها أَريعة آلاف مقاتل؟ ومن تُريد فيها؟ قال: أَبا رافع، فقالت: لا تقدر عليه، قال: والله لأقتلنه أو لأُقْتَلَنَّ دونه قبل ذلك، قالت: فادخلوا عليَّ ليلًا فدخلوا عليها فلما نام أَهلُ خيبر، وقد قالت لهم: ادخلوا في خمر (٢) الناس، فإذا هدأت الرِّجْلُ فاكْمُنوا! ففعلوا ودخلوا عليها ثم قالت: إن اليهود لا تغلق عليها أبوابها فرقًا أن يطرقها ضيف، فيصبح أحدهم بالفناءِ ولم يضيف، فيجد الباب مفتوحًا فيدخل فيتعشى. فلما هدأت الرِّجْلُ قالت: انطلقوا حتى تستفتحوا على أبي رافع فقولوا إنا جئنا لأبي رافع بهدية فإنهم سيفتحون لكم. ففعلوا ذلك، ثم خرجوا لا يمرون ببابٍ من بيوت خيبر إلا أغلقوه حتى


(١) بلفظ الواقدي في المغازي ٣/ ١٠٧٩ - ١٠٨٠.
(٢) في خمر الناس: أي في زحمتهم حيث أخفي ولا أُعرف. انظر: النهاية/ لابن الأثير ٢/ ٧٧.