للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَهبَ النوابغُ لي القصائدَ كلَها ... وأبو يزيدَ وذو القرُوح وَجَرْول

قال ابن حَبيب: يريد بذي القروح: امرء القيس بن حجر، وبجرول: الحطيئة. وقال:

أرض الفلاحة لو أتاها جَرْول ... أَعْني الحُطيئةَ لاغتدى حرَّاثا

الثاني: الحُطيئَة رجُل عَبْسيٌ؛ والعَبْسيون الذينَ وفدوا على سيدنا رسُول الله - صلى الله عليه وسلم - كانوا تسعةً لا عاشر لهم، وأسماؤهم مَعْروفة، وليسَ هذا منهم، ومن عادة العرب أنهم لا يوفّدوا إلا أشرافهم، وليس هذا منهم.

الثالث: الذي أوردَه أبو موسى ليس فيه شيء يدلّ على صُحْبته ولا على رؤيته.

الرابع: الذي ذكره أبو الفرج الأموي في "تاريخه"، والمرزباني، وغيرهما أنَّه لما هجا الزبرقان سَجَنه عمر، فأرسل إليه:

ماذا تقول لأفراخ بذي مَرخ ... حمرُ الحَواصل لا ماء ولا شجرُ

ألقيتَ كاسبَهم في قعر مظلمة ... فامنُنْ عليك سلام الله يا عمرُ

أنتَ الإمامُ الذي من بَعْد صاحبه ... القت إليك مقاليدَ النُهي البشر

ما آثروك بها إذ قلدوك لها ... لكن لأنفسهم كانت لها الخيَر

فلما بلغت عُمر رق لأفراخه واشترى منه أعراض المسلمين بمال وأنه لا يهجو بعدُ أحدًا.

فهذا -كما ترى - لم يُطلقه عمرُ لمديحه إياه، إنما أطلقه لرقته على ولده - وأيضًا - فلم يقل فيه إنما قال أربعة.

ولو قدرنا) أنَّه أسلم في حَياة سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلم يره، كما

<<  <  ج: ص:  >  >>