للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال أبو أحمد العَسْكري فإنَّه (١) ذكره في فصل "من أدرك سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولم يلقه" قال: كان بالبادية، وكان فيمن ارتد من العرب أيام أبي بكر، وقال في ذلك:

أطعنا رسُولَ الله ما دام بينَنا ... فيا لهفَنا ما بالُ دين أبي بكر

وأولُ هذا الشعر في رواية المبرَّد، وابن حبيب (٢)، وغيرهما.

ألا كلُ أرماح قصار أذلةٍ ... فداء لا رماح يُصبن علي الغَمْر

فباست بني عبس وأَستاهِ طيء ... وباست بني دُوْدانَ حاشى بني نَصْر

أبوا غيرَ ضرب يُجْثِمُ الهامَ وَقعهُ ... وطعنٍ كأفواه المُرَفَّتة الحُمر

أطعنا رسول الله إذ كان حاضرا ... فيا لهفَنا ما بالُ دين أبي بكر

فقوموا ولا تُعْطوا اللئامَ مَقادةً ... وقوموا ولو كان القيام على الجمر

فدى لبني نصر طريفي وتالدي ... عَشِيةَ دادُوا بالرماح أبا بكر

أيورثها بكرا إذا ماتَ بعدَه ... فتلك وَبيتِ الله قاصمةُ الظَهْر

وذكر وثيمة بن موسى، ومحمد بن عُمر الواقدي في كتاب الردة تأليفهما أَن هذا الشعر لحارثة بن سُراقة بن مَعْدي كرب الكندي الذي منعَ زياد بنَ لَبيد الصَدقة.

وفي "المذيل" (٣) لمحمد بن جَرير، عَن الكلبي (٤): هو للجِفْشيش، واسمه: مَعْدان بن الأسود بن مَعْد يكرب.

وعَزاه سَيف بن عمر في كتاب "الردَّة" لعبد الله الليثي.


(١) لفظة "فإنه" لم تظهر بهامش "الأصل".
(٢) كتب في "الأصل" فوق كلمة "حبيب": "معًا"، وانظر ما علقنا به على مثل هذا الموضع فيما سبق (١/ ٣٧) تعليق رقم (١٠).
(٣) واسمه كاملًا: "المنتخب من ذيل المذيل" (ص: ٥٤٥).
(٤) انظر "نسب معد واليمن الكبير" (١/ ١١١).

<<  <  ج: ص:  >  >>