للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فإن تمكن وبَعد زواله، ولم يندفع بالاختيار فهو الذي جعله زوالا للعقل، وهو المسمى جنونا، وإن قرب زواله، لكن استولى بحيث لا يندفع بالاختيار فهو (الذي) (١) جعله انغمارا للعقل، وهو المسمى بالإغماء، وإن قرب زواله، وكان يندفع بالاختيار فهو ما جعله استتارا للعقل، وكأنه كالشيء المستور الذي يسهل كشف الساتر عنه، والله أعلم.

قوله: "والثالث: أن الإغماء كالحيض" (٢)، كأنه إنما لم يقل كالجنون مع كونه أشبه به؛ لأن هذا القول مأخوذ من نصه في "كتاب اختلاف العراقيين" (٣)، وهما (٤) أبو حنيفة، وابن أبي ليلى (٥) أن المرأة إذا أغمي عليها، وهي صائمة، أو حاضت بطل صومها (٦)، والله أعلم.


(١) ما بين القوسين ساقط من (د) و (ب)، والمثبت من (أ).
(٢) الوسيط: ١/ ق ١٥٠/ ب، وقبله "وأما الإغماء ففيه طريقان: أحدهما: إجراء خمسة أقوال: ثلاثة منصوصة، واثنان مخرجان: أحدهما: وعليه نص ههنا ... والثالث ... إلخ".
(٣) وهو من جملة كتاب الأم، يقع في المجلد السابع من الطبعة الجديدة بتحقيق: محمود مطرجي.
(٤) نهاية ٢/ ق ٧/ أ.
(٥) هو محمَّد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، أبو عبد الرحمن الأنصاري الكوفي، الإِمام العلم، مفتي الكوفة وقاضيها، حدث عن أخيه عيسى والشعبي والحكم وغيرهم، مات سنة ١٤٨ هـ. انظر: طبقات الشيرازي: ص ٨٥، تهذيب الأسماء واللغات: ٢/ ٢٨٠، سير أعلام النبلاء: ٦/ ٣١٠، تذكرة الحفاظ: ١/ ١٧١.
(٦) لم أجد هذا النص بهذا اللفظ في مظنه المذكور، وأقرب النص الذي وجدته إلى هذا المعنى هو بلفظ "وإذا أصاب الرجل امرأته في شهر رمضان ثم مرض الرجل في آخر يومه فذهب عقله أو حاضت المرأة فقد قيل على الرجل عتق رقبة" هذا وقد نسبه إلى كتابه اختلاف العراقيين كل من الشيرازي في المهذب: ١/ ٢٥٠، والغزالي في البسيط: ١/ ق ٢٢١/ ب، والنووي في المجموع: ٦/ ٣٨٤، ونسبه الفوراني في الإبانة: ١/ ق ٨٤/ أإلى كتابه "اختلاف الحديث"، ولم أجده فيه أيضاً، والله أعلم.