للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فالاستدلال بذلك (١) يحتاج إلى أن يقال فيه: لم يأمرها - صلى الله عليه وسلم - بغسل فم ولا نهاها عن عودةٍ (٢).

وكون المرأة أم أيمن مولاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد يظن من حيث إن اسمها بركة، وفي الحديث تسمية المرأة الشاربة بركة، ولا يثبت ذلك بذلك؛ فإن في الصحابيات أخرى اسمها بركة بنت يسار مولاة لأبي سفيان بن حرب، هاجرت إلى أرض الحبشة (٣)، وما في الحديث من نسبتها إلى أم حبيبة بنت أبي سفيان يدل على أنها بنت يسار (٤)، والله أعلم.

قوله: "البول (٥) والعذرة نجس (٦)، ويستثنى عنه موضعان: الأول: بول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -" (٧) وفي بعض النسخ: الأول: من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وعلى هذا يكون الاستثناء شاملاً (٨) للعذرة، وفي طرده في العذرة


(١) في (أ) و (ب): بذلك إذًا.
(٢) في (ب): عود.
(٣) وذلك مع زوجها قيس بن عبد الله الأسدي. انظر ترجمتها في: الاستيعاب (١٢/ ٢٢٤)، أسد الغابة (٧/ ٣٧)، وذكرها ابن هشام في السيرة النبوية (١/ ٣٢٤) فيمن هاجر من بني أسد إلى الحبشة.
(٤) وهذا يفيد أن حادثة شرب بول النبي - صلى الله عليه وسلم - تكرر لامرأتين وهما بركة أم أيمن مولاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وبركة بنت يسار مولاة أبي سفيان. وانظر التلخيص الحبير (١/ ١٨٣).
(٥) في (ب): والبول.
(٦) في (ب): نجسة.
(٧) الوسيط (١/ ٣١٥).
(٨) في (أ): متناولاً.