للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

"جعل العتق معلول الصحة ... إلى آخره" (١).

إعلم أنه لا يعني بالعلة ها هنا العلةَ الحقيقية (٢)، وإنما يعني بالعلة (٣) العلةَ الوضعيةَ فكل شرط يستلزم المشروط، ولا يتخلف عنه فهو علة بالوضع والمشروط معلول له، فإذا قال: إن خرجت فأنتِ طالقٌ، فالخروج علة، والطلاق معلول على هذا التفسير

وقد أومى إلى هذا فيما نذكره من دور الطلاق، فإذا قال: إن وُجِدَ نكاح صحيح فأنت حرة، فقد علَّق العتق على صحة النكاح، فيكون قد جعل العتق معلول الصحة لما بيناه، مع أن الصحة في نفسها معلولة للعتق؛ لأن العتق شرط الصحة من جهة الشرع.

فعلى هذا تكون الصحة، والعتق كل واحد منهما علة للآخر؛ لأن كل واحد منهما شرط لصاحبه، ويلزم أيضاً أن يكون كل واحد منهما معلولاً للآخر، فالصحة معلولة للعتق؛ لأن العتق علة له، والعتق معلول للصحة (٤)؛ لأن الصحة علة له.

فإذا (٥) ظهر هذا فتكون الصحة علة نفسها بواسطة؛ لأن علة (٦) الشيء كذلك الشيء، ولا يؤثر في وجود ذلك الشيء (٧)؛ ولكن بواسطة اتحادها لما


(١) الوسيط ٣/ ق ٢٦/ أ. وتمامه " ... إذ علق بها، والصحة معلول العتق ليكون الصحة على نفسها بواسطة، فإنها علة العتق الذي هو علتها, ولا يكون الشيء علة نفسه ولا معلول معلوله".
(٢) نهاية ٢/ ق ٩١/ ب.
(٣) ساقط من (أ).
(٤) في (د): (الصحة).
(٥) في (أ) (إذا).
(٦) تكرر في (د).
(٧) من قوله (ولا يؤثر في ... الشيء) تكرر في (د).