للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وأما الثعلب فليس في تحليله (١) حديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (٢)، وفي تحريمه حديثان (٣)، في إسنادهما ضعف.

واعتمد الشافعي فيه (٤) على أنه مما لم تزل (٥) العرب تأكله، فهو إذاً مما استطابته العرب، فيندرج في عموم قوله تبارك وتعالى: {قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ} (٦)، وقد


(١) في (أ): (تعليله).
(٢) في (ب): (فليس في حديث تحليل عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) كذا.
(٣) أولهما رواه الترمذي: ٤/ ٢٢٣ في كتاب الأطعمة، باب ما جاء في أكل الضبع، وابن ماجه: ٢/ ١٠٧٧ - ١٠٧٨ في كتاب الصيد، باب الذئب والثعلب من طريق عبد الكريم بن أبي المخارق عن حبان بن جزء عن أخيه خزيمة بن جزء، قال: (قلت يا رسول الله جئتك لأسألك عن أخناش الأرض ما تقول في الثعلب؟ قال: ومن يأكل الثعلب؟ قلت: يا رسول الله ما تقول في الذئب؟ قال: ويأكل الذئب أحد فيه خير؟)، واللفظ لابن ماجه، ولفظ الترمذي: الضبع بدل الثعلب.
قال الترمذي: هذا حديث ليس إسناده بالقوي، لا نعرفه إلا من حديث إسماعيل بن مسلم عن عبد الكريم أبي أمية، وقد تكلم بعض أهل الحديث فيهما، وقال البوصيري في زوائد ابن ماجه: ص ٤١٩: عبد الكريم أبو أمية، ضعفه غير واحد، بل قال ابن عبد البر: مجمع على ضعفه. وضعفه الحافظ ابن حجر في الفتح: ٩/ ٥٧٤، والألباني في ضعيف سنن ابن ماجه: ص ٢٥٨ رقم (٦٩٥)، وضعيف سنن الترمذي: ص ٢٠٤ رقم (٣٠٣)، والله أعلم.
وثانيهما: رواه الطبراني في الكبير: ١٠/ ١٥٥، والبيهقي في الكبرى: ٩/ ٥٣٦ من حديث عبد الرحمن بن معقل السلمي - رضي الله عنه - في حديث طويل، قال: (قلت: يا نبي الله ما تقول في الثعلب؟ قال: أويأكل ذلك أحد؟)، قال البيهقي: إسناده ضعيف، وضعفه أيضاً ابن عبد البر في الاستيعاب: ٢/ ٤١٩.
(٤) انظر: الأم: ٢/ ٣٦٢، والمهذب: ١/ ٣٢٩، ومختصر خلافيات البيهقي: ٥/ ٨٥.
(٥) في (د): (مما ترك)، وهو تصحيف، والمثبت من (أ) و (ب)، وهو الصواب.
(٦) سورة المائدة الآية ٤.