للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كاختصاص فعل الأكل، ولا يحنث بأكل رؤوس الظباء (١)؛ لأنها لا تفرد بالأكل ولا يتناولها (٢) إطلاق ذلك في جميع الأقطار، فإن طرأ اعتياد لأفراد رؤوس الظباء بالأكل في قطر، أو كان ذلك الآن (٣) معتادا (٤) في قطر على خلاف ما ظنناه، أو (٥) كانت رؤوس غيرها من الوحش تفرد بالأكل في عادة أهل قطر فيحنث بذلك أهل ذلك القطر (٦)، وهل يحنث به غيرهم؟ فيه وجهان (٧) كما في خبز الأرز، ولم يجرِ هذا الخلاف في رؤوس الإبل والبقر، وإن كان اعتياد (٨) أكلها مخصوصا ببعض الأقطار لما قدّمناه من أن الاختصاص فيها واقع في الفعل، لا في القول؛ إذ يتناولها إطلاق اسم الرؤوس في ذلك في جميع الأقطار، ولا وجود لهذا فيما ذكرناه من صور الخلاف، فاعلم ذلك فإنا قد بينا منه ما لا تجد بيانه في غير هذا الشرح.

وقوله "سائر الأقطار"، استعمل فيه "سائر" (٩) بمعنى "جميع"، وذلك لا يجوّزه أهل اللغة، وإن شاع في استعمال غيرهم، وإنما يجوز استعماله بمعنى


(١) انظر: فتح العزيز: ١٢/ ٢٩٥، الروضة: ٨/ ٣٣.
(٢) في (ب): (يتناولهما).
(٣) في (ب) زيادة (ذلك) بعد قوله (الآن).
(٤) في (أ): (معتاد).
(٥) في (أ): (وإن).
(٦) انظر: الحاوي: ١٥/ ٤١٢، المهذب: ٢/ ١٧٢، مغني المحتاج: ٤/ ٣٣٥.
(٧) أصحهما: لا يحنث. انظر: المهذب: ٢/ ١٧٢، فتح العزيز: ١٢/ ٢٩٤، الروضة: ٨/ ٢٤، تصحيح التنبيه: ٢/ ٨٠٤، مغني المحتاج: ٤/ ٣٣٥.
(٨) في (د): (اعتبار)، وهو تصحيف.
(٩) نهاية ٢/ ١٦٠/ ب.