للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ما ذكره في فضيلة الصلاة في المساجد الثلاثة (١)، قد ساقه مساق حديث واحد، وهو هكذا بتمامه غير ثابت فيما نعلم، وصحّ في المسجد الحرام ومسجد المدينة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا المسجد الحرام) أخرجه مسلم (٢) في صحيحه بهذا اللفظ من حديث أبي هريرة، وصح مثله من وجوه.

وأما المسجد الأقصى ففيه حديث ميمونة (٣) مولاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أنها قالت: قلت: يا رسول الله أفتنا في بيت المقدس، قال: (أرض المحشر والمنشر، ائتوه فصلّوا فيه، فإن صلاة فيه كألف صلاة في غيره) أخرجه ابن ماجه (٤)، ولم


(١) انظر: الوسيط ٣/ ق ٢١٦/ ب، وسبق لفظه آنفاً.
(٢) ٩/ ١٦٣ - ١٦٥ مع النووي في كتاب الحج، باب فضل الصلاة بمسجد مكة والمدينة، وكما رواه البخاري: ٣/ ٧٦ في كتاب فضل المدينة، باب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة بلفظ (صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام).
وفي الباب عن ابن عمر وميمونة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - وجبير بن مطعم وعائشة وغيرهم. انظر: تخريجها مفصلا في كتاب الأحاديث الواردة في فضائل المدينة: ص ٣٧٤ - ٤٣٤.
(٣) هي ميمونة بنت سعد أو سعيد، كانت تخدم النبي - صلى الله عليه وسلم -، وروت عنه، وروى عنها زياد وعثمان أبناء أبي سودة وغيرهما، وأخرج حديثها أصحاب السنن. انظر: الاستيعاب: ٤/ ٤٠٨ - ٤٠٩، والإصابة: ٤/ ٤١٣.
(٤) ١/ ٤٥١ في كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها، باب ما جاء في الصلاة في مسجد بيت المقدس، وأحمد: ٦/ ٤٦٣، وأبو يعلى: ٢/ ٥٢٣ من طريق ثور بن يزيد عن زياد بن أبي سودة عن أخيه عثمان بن أبي سودة عن ميمونة به، ورواه أبو داود: ١/ ٣١٥ في كتاب الصلاة، باب السرّج في المساجد، والبيهقي في الكبرى: ٢/ ٦١٩ من طريق سعيد بن عبد العزيز عن زياد، أبي سودة عن ميمونة مختصرا.
قال البوصيري في زوائد ابن ماجة: ص ٢٠٦ "وإسناد طريق ابن ماجه صحيح، رجاله ثقات، وهو أصح من طريق أبو داود ... "، وأورده الهيثمي في المجمع: ٤/ ٦ - ٧، وقال: رجاله ثقات"، وضعفه الألباني بطريقيه في تحذير الساجد: ص ١٣٥، وضعيف سنن ابن ماجه: ص ١٠٥ رقم (٢٩٨)، وضعيف سنن أبي داود: ص ٤٣ رقم (٨٥)، والله أعلم.