للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

النظر، وهو على ذلك غريب. وقد ذكره صاحب "الشامل" ورجحه (١)، لكن لم يوضحه كإيضاحنا له، وأحسبه تلقاه من أبي الفرج الدارمي، وكان أبو الفرج من أذكياء أصحابنا العراقيين في طبقة الشيخ أبي حامد الأسفراييني، وكان مولعاً بالتدقيق في مسائل مشكلة دقيقة، وإفرادها بالتصنيف، ووقفت له على مسائل منها، وهذه المسألة منهن، بيَّن فيها أن الصواب: إيجاب الطهارة في الصورتين، وبطلان قول صاحب "التلخيص" (٢). وبقوله (٣) قال من ذكرها بعده (٤) من الأصحاب جماهيرهم، حتى أن أبا الحسن ابن المرزبان (٥) - شيخ الشيخ أبي حامد - صار إلى أنه إن كان قبلها متطهراً فهو الآن متطهر، وإن كان محدثاً فمحدث. وهو الوجه الثاني المزيف في "الوسيط" (٦)، وغيره (٧)، ثم لما وقف على قول صاحب "التلخيص" رجع إلى قوله. ولله الحمد الأتم على ما هدانا وهو الأعلم.


(١) انظر النقل عنه في: التنقيح ل ٥٣/ ب.
(٢) انظر قول أبي الفرج الدارمي في: المجموع ٢/ ٦٥.
(٣) أي صاحب التلخيص.
(٤) في (ب): من بعده.
(٥) أبو الحسن علي بن أحمد بن المرزبان البغدادي، والمرزبان كلمة فارسية معربة معناها: كبير الفلاحين. وهو أحد أركان المذهب ورفعائه، تفقه على أبي الحسن ابن القطان، وعليه أبو حامد الأسفراييني أول قدومه بغداد، توفي سنة ٣٦٦ هـ. انظر ترجمته في: طبقات ابن الصلاح ٢/ ٦٠٣، طبقات السبكي ٣/ ٣٤٦، طبقات الأسنوي ٢/ ٣٧٨.
وانظر قوله في: المجموع ٢/ ٦٥، التنقيح ل ٥٣/ ب.
(٦) ١/ ٤١٨
(٧) كحلية العلماء ١/ ١٩٨.