للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

(ونحوه من رواية عبد الله بن أبي أوفى (١). وفيه مخرَّج (٢) في "الصحيحين" من رواية عمر - رضي الله عنه - زيادة) (٣): (وغابت الشمس فقد أفطر الصائم) قلت: هذا (٤) الجمع بين الجميع للإشعار بأن غيبوبة الشمس عن الأعين مجردة عن إقبال الظلام وإدبار الضياء لا يكفي؛ فإنها قد تغيب عن الأعين من غير أن تغيب بالكلية، وبالأمرين الآخرين يعرف غيبتها بالكلية (٥)، والله أعلم.

قوله في وقت المغرب: "فيه قولان: أحدهما: أنه يمتد إلى غروب الشفق، وإليه ذهب أحمد (٦)؛ لما روي أنه - صلى الله عليه وسلم - صلى المغرب عند اشتباك النجوم" (٧) هذا الحديث غير معروف، ولا ثابت (٨)، وإنما المعروف حديث أبي أيوب


(١) هو عبد الله بن أبي أوفى واسم أبي أوفى علقمة بن خالد بن الحارث الأسلمي أبو معاوية، وقيل غير ذلك، صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ومن أهل بيعة الرضوان، وآخر من مات من الصحابة بالكوفة توفي سنة ٨٦ هـ وقيل: غيرها، روى له عن النبي - صلى الله عليه وسلم - (٩٥) حديثاً، وقد روى حديثه الجماعة. انظر ترجمته في: تهذيب الأسماء ١/ ٢٦١، السير ٣/ ٤٢٨، البداية والنهاية ٩/ ٨١.
وانظر حديثه في صحيح البخاري - مع الفتح - كتاب الصوم، باب متى فطر الصائم؟ ٤/ ٢٣١ رقم (١٩٥٥)، وصحيح مسلم - مع النووي - كتاب الصيام، باب وقت انقضاء الصوم وخروج النهار ٧/ ٢٠٩.
(٢) كذا في (أ) ولعل الصواب: وفي المخرَّج.
(٣) ما بين القوسين زيادة من (أ).
(٤) في (أ): فيكون هذا ... إلخ
(٥) انظر: فتح الباري ٤/ ٢٣١ - ٢٣٢.
(٦) في (ب): بن حنبل. وانظر: المغني ٢/ ٢٤، الإنصاف ١/ ٤٣٤، الروض المربع ١/ ٦٣.
(٧) الوسيط ٢/ ٥٤٦.
(٨) قال النووي في المجموع ٣/ ٣٥: "باطل لا يعرف ولا يصح". وقال في التنقيح ل ٨٢/ أ: "هذا غريب ضعيف منكر". أهـ وقد رواه أبو نعيم بهذا اللفظ في كتاب الصلاة من قول عمر - رضي الله عنه - "أنه أرسل إلى أمراء الأمصار أن لا تصلوا المغرب حتى تشتبك النجوم". انظر: تذكرة الأخيار لابن الملقن ل ٤١/ ب.