للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقيل: قرنه جانب رأسه (١)، وهذا ظاهر هذا (٢) الحديث. ومعناه: أنه يدني رأسه إلى الشمس في هذه الأوقات ليكون الساجدون للشمس في هذه الأوقات كالساجدين له، وحينئذٍ يكون له ولشياطينه تسلط زائد، وتمكن من أن يلبسوا على المصلين صلاتهم، ويهوشونها (٣) (عليهم) (٤) فكرهت لهم الصلاة (فيها) (٥) صيانة لها، كما كرهت في الأماكن التي هي مأوى الشيطان (٦). وفي حديث عمرو بن عبسة (٧) عنه - صلى الله عليه وسلم - وهو مما أخرجه أبو داود (٨) والنسائي (٩) - (فإنها تطلع


(١) انظر: المصادر المتقدمة، التنقيح ل ٨٦/ أ.
(٢) سقط من (أ).
(٣) الهوشة: الاختلاط، والاضطراب، والهيج، والفتنة. ويهوشونها بمعنى يخلَّطونها. انظر: الصحاح ٣/ ١٠٢٨، القاموس المحيط ٢/ ٤٥٠.
(٤) زيادة من (أ) و (ب).
(٥) زيادة من (أ) و (ب).
(٦) انظر: شرح النووي على مسلم الموضع السابق، المجموع ٣/ ١٦٢.
(٧) هو أبو نجيح، وقيل: أبو شعيب عمرو بن عَبَسة السلمي البجلي الصحابة، أسلم قديماً بمكة، وأمره الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن يرجع إلى قومه، ثم قدم المدينة بعد الخندق، ثم نزل حمص واستقر بها، روي له عن النبي - صلى الله عليه وسلم - (٣٨) حديثاً، وروى حديثه مسلم والأربعة، توفي بعد سنة ستين. انظر ترجمه في: أسد الغابة ٣/ ٢٤٨، تهذيب الأسماء ٢/ ٣١، السير ٢/ ٤٥٦.
(٨) في سننه كتاب الصلاة، باب من رخَّص فيهما - أي النافلة بعد العصر - إذا كانت الشمس مرتفعة ٢/ ٥٦ رقم (١٢٧٧).
(٩) في (أ): الترمذي. والحديث فيهما؛ فقد رواه النسائي في سننه كتاب المواقيت، باب النهي عن الصلاة بعد العصر ١/ ٣٠٣ رقم (٥٠٧)، والترمذي في جامعه كتاب الدعوات ٥/ ٥٣٢ رقم (٣٥٧٩) مختصراً، وقال: "هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه". والحديث رواه مسلم في صحيحه - مع النووي - كتاب صلاة المسافرين، باب الأوقات التي نهي عن الصلاة فيها ٦/ ١١٤ - ١١٨.