للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بالعين بدلالة الصف الطويل البعيد، وتأويله قولهم، وقوله: "لعلّ مراد الأصحاب أن بين موقف المحاذي الذي يقول الحاذق فيه (١): انه على غاية السداد. وبين موقفه الذي يقال فيه: إنه خرج فيه عن اسم الاستقبال بالكلية، مواقف يقال فيها: إنَّ بعضها أسدَّ من بعض، وإن كان الكل سديداً، فطلب الأسدَّ هل يجب؟ فيه وجهان" (٢) فأقول: حاصل ما ذكره: القطع بأنّه يجب على المجتهد أن (٣) يطلب باجتهاده استقبال (٤) عين الكعبة ومحاذاتها من حيث الاسم لا من حيث الحقيقة التي من شأنها أنّه لو مدَّ خيط مستقيم من موقفه إلى الكعبة (٥) لانتهى إليها نفسها، ورد الخلاف المذكور إلى أنّه هل (٦) يجب طلب (٧) الأقوم والأسدّ ممّا يشمله اسم الاستقبال، أو (٨) يكفي مجرد ما هو سديد يشمله اسم الاستقبال، وإن لم يكن بالأسدِّ؟ (٩) ثم إنَّ سياق كلامه يقتضي أن موقف المحاذي لها على غاية السداد ليس من قبيل الأسد المذكور، وليس كذلك بل هو منه وأولى. إذا (١٠) فهمت ما صار إليه فاعلم أن هذه طريقة اخترعها إمام


(١) سقط من (ب).
(٢) الوسيط ٢/ ٥٨٨.
(٣) في (أ): بأن.
(٤) سقط من (ب).
(٥) في (أ): بالكعبة.
(٦) سقط من (ب).
(٧) سقط من (ب).
(٨) في (أ): و.
(٩) انظر: المطلب العالي ٣/ ل ١٩٣/ ب.
(١٠) في (أ): وإذا.