للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فذكر ما شرحه (١): أن النية نفسها لا يتصور انبساطها على أزمنة مترتبة، وإن الذي يترتب وينبسط علوم متعاقبة متعددة.

أمّا على قول من قال: يقرن النية بهمزة التكبير، ويستديمها إلى آخر التكبير (٢) فهي العلوم المتعلقة بصفات الصلاة المنوية، فمن لم يهجم على قلبه تلك العلوم كما هو الواقع في العادة يقدم استحضار تلك العلوم في ذهنه قبل التكبير فإذا اجتمعت قصد فعلها بصفاتها قصداً مقترناً بأول التكبير (٣) فتكون نفس النية مقرونة بأول جزء من التكبير، والمتقدم إنّما هو العلم بصفات الصلاة. ثم المستدام إلى آخر (٤) التكبير ليس نفس (٥) النية لما سبق، وإنّما هو العلم بجريان النية، وبذكرها بقلبه، وحاصل ذلك علوم أخر مترتبة متعلّقة بغير ما تعلّقت به (٦) تلك العلوم المتقدمة، إذ تلك متعلّقة بصفات الصلاة، وهذه متعلّقة بجريان نيّة الصلاة بصفاتها. وأمّا على الوجه الآخر - الأوّل في الكتاب - فلا يقدم عليه تلك العلوم بصفات الصلاة على التكبير، بل يبسطها من أوله إلى آخره، ويقرن نفس النية بآخر التكبير. ولا يبعد (٧) عند إمام الحرمين على هذا الوجه


(١) انظر: نهاية المطلب ٢/ ل ٢٢/ ب.
(٢) انظر: الوسيط ٢/ ٥٩٦. وهو الوجه الثاني.
(٣) قوله: (فإذا اجتمعت ... بأول التكبير) سقط من (ب).
(٤) سقط من (ب).
(٥) سقط من (ب).
(٦) سقط من (ب).
(٧) في (د): ولا يتقيد، والمثبت من (أ) و (ب).