للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قوله: "إذا اختلف موقف الصف الواقف خلف الإمام ارتفاعاً وانخفاضاً" فشرح ما ذكره فيه (١): أنه يشترط الاتصال بين المستفل وبين المعتلي (٢) الواقف إلى جانبه، بأن يكون المستفل بحيث يلقى رأسه ركبة المعتلي، فلو كان المستفل قصيراً، والمعتلي طويلاً نظر فإن كان موقف المستفل بحيث يلقى رأسه ركبة المعتلي لو كان لكل واحد منهما قامة معتدلة كفى ذلك (٣)، وصاحب "التقريب" لم يعتبر الركبة في كل (٤) ذلك وقال: "يكفي أن يلقى قدمه" (٥)، والله أعلم.

قوله: "كما إذا قال: بعت هذه الرمكة فإذا هي نعجة" (٦) هكذا وقع في كلامه، والرمكة هي الأنثى من البراذين (٧)، ولا تشتبه (٨) بالنعجة، وصوابه: فإذا هي بغلة، والله أعلم.


(١) قال الغزالي: "إذا اختلف الموقف ارتفاعاً وانخفاضاً فهو كاختلاف البناء، فلا بدَّ من اتصال محسوس، وهو أن يلقى رأس المستفل ركبة العالي تقديراً، لو قدِّر لكل واحد منهما قامة معتدلة). الوسيط ٢/ ٧٠٩.
(٢) في (أ): المستعلي.
(٣) انظر: فتح العزيز ٤/ ٣٥٢، المجموع ٤/ ٣٠٧، روضة الطالبين ١/ ٤٦٧.
(٤) سقط من (ب).
(٥) انظر النقل عنه في: نهاية المطلب ٢/ ل ١٦٧/ أ، وقوله هو الذي قطع به الجمهور. انظر: المراجع السابقة.
(٦) الوسيط ٢/ ٧١٠. وقبله: ولو نوى المقتدي نيته بالحاضر، وقال: نويت الإقتداء بزيد الحاضر، فإذا هو عمرو ففي الصحة وجهان، كما إذا قال: بعت هذه الرمكة ... إلخ
(٧) انظر: الصحاح ٤/ ١٥٨٨، المصباح المنير ص: ٩١. والبراذين: جمع برذون بكسر الموحدة، وسكون الراء، وفتح المعجمة، والمراد الجفاة الخلقة من الخيل، وأكثر ما تجلب من بلاد الروم، ولها جَلَد على السير في الشعاب والجبال والوعر بخلاف الخيل العربية. انظر: فتح الباري ٦/ ٧٩.
(٨) في (أ): تشبيه.