للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأول، قاله أبو حفص الأبهري (١) صاحب كتاب "الهداية" (٢)، رأيته بأبهر (٣)، وهو غريب في غريب (٤).

قوله: "وأما السجدات فلا يطوَّلها. ونقل البويطي عنه أنها على قدر الركوع الذي قبله. ولا خلاف أن القعدة بين السجدتين لا تطوَّل" (٥) هذا يتضمن أن الصحيح عنده أنه لا يطوِّلها من حيث إنه أفتى به أولاً، وذلك هو المشهور في نقل المذهب (٦). والقول بتطويلها ينسب إلى أبي العباس ابن سريج (٧)، وقد قال صاحب "المهذَّب": "ليس بشيء؛ لأن الشافعي لم يذكر ذلك، ولا نقل ذلك في خبر، ولو كان قد أطال لنقل" (٨). وهذا عجب (٩)! أما الشافعي - رضي الله عنه - فقد راجعت كتاب البويطي فوجدت نقله لذلك فيه حقاً، وقد سبق نقلنا لذلك من


(١) لم أهتد إلى ترجمته فيما بين يدي من مصادر، والله أعلم.
(٢) انظر النقل عنه في: المجموع ٥/ ٤٩.
(٣) أَبْهَر مدينة مشهورة بين قزوين وزنجان وهمدان، بينها وبين زنجان خمسة عشر فرسخاً، وبينها وبين قزوين اثنا عشر فرسخاً، وقد فتحت في عهد عثمان - رضي الله عنه - على يد البراء بن عازب صلحاً، وتقع الآن في جمهورية إيران، وأبهر بليدة كذلك من نواحي أصفهان، وهي كذلك في إيران. انظر: معجم البلدان ١/ ١٠٥ وما بعدها.
(٤) في غريب: سقط من (أ). وانظر المجموع الموضع السابق.
(٥) الوسيط ٢/ ٧٩٧. وانظر نقل البويطي في مختصره ل٩/ أ.
(٦) انظر: المهذَّب ١/ ١٢٢، البسيط ١/ ل١٦١/ أ، حلية العلماء ٢/ ٣١٧.
(٧) انظر النقل عنه في: المهذَّب وحلية العلماء في الموضعين السابقين.
(٨) المهذَّب الموضع السابق.
(٩) في (ب): أعجب.