للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقالت لها المغنية الأولى: فيصنعون ماذا؟ قالت: يصنعون هكذا، فرفعت الستارة، وقذفت بنفسها في دجلة، وكان بين يدي محمد غلام ذكر أنه شراه بألف دينار، وبيده مذبة، لم أر أحسن منه، فوضع المذبة، وقذف بنفسه في دجلة، وهو يقول:

أنْتَ التي غَرّقْتِني ... بَعْدَ القَضَا لَوْ تَعلمِينَا.

فأراد الملاحون أن يطرحوا أنفسهم خلفهما، فصاح بهم محمد: دعوهما يغرقا إلى لعنة الله! قال: فرأيتهما، وقد خرجا من الماء متعانقين ثم غرقا.

[التطير من البكاء]

أنشدنا أبو محمد الحسن بن محمد الخلال قال: أنشدنا أبو الحسن أحمد بن محمد لن موسى قال: أنشدنا محمد بن القاسم الأنباري قال: أنشدنا عبد الله بن عمرو بن لقيط:

يا شوْقَ إلفَينِ حالَ النّأيُ بينهُما ... فعَافَصَاهُ على التوْديعِ فاعتَنَقا.

لَوْ كنتُ أملِكُ عيني ما بكيتُ بِها ... تَطَيّراً من بُكائي بعدَهم شَفَقَا.

[ما لقتيل الحب قود]

ولي من أثناء قصيدة:

وطالبٍ بدمي ثأراً، فقلت له: ... هيهاتَ ما لقتيلِ الحبِّ من قَوَدِ.

للهِ قلبي لقد أضحى، غَداةَ غَدَت ... حُمولُهم، للجَوى حِلفاً وللكَمَدِ.

<<  <  ج: ص:  >  >>