للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[مجنون المربد]

أخبرنا أبو القاسم علي بن المحسن إجازة قال: أخبرنا أبو عمر بن حيويه قال: حدثنا أبو بكر خلف قال: حدثني محمد بن الفضل قال: حدثني بعض أهل الأدب عن محمد بن أبي نصر الأزدي قال: رأيت بالبصرة مجنوناً قاعداً على ظهر الطريق بالمربد، فكلما مر به ركب قال:

ألا أيّها الرّكبُ اليَمانون عَرّجوا ... علينا، فقَد أمسى هَوَانا يَمانِيا.

نُسائِلكُم: هل سالَ نَعمانُ بعدَنا ... فَحَبَّ إلَينَا بطنُ نَعمانَ وَادِيا.

قال: فسألت عنه فقيل: هذا رجل من أهل البصرة، كانت له ابنة عم، وكان يحبها فتزوجها رجل من أهل الطائف فنقلها، فتوله عليها.

[إبراهيم بن المهدي والشعر]

كتب إلي أبو غالب بن بشران من واسط قال: أخبرنا ابن دينار قال: أخبرنا أبو الفرج الأصبهاني في كتاب الأغاني قال: حدثنا محمد بن يحيى الصولي قال: حدثني الحسين بن إسحاق قال: حدثني خالد قال: لما بويع لإبراهيم بن المهدي بالخلافة طلبني، وقد كان يعرفني وقد كنت متصلاً ببعض أسبابه، فأدخلت إليه فقال: أنشدني يا خالد شيئاً من شعرك! فقلت: يا أمير المؤمنين ليس من الشعر الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن من الشعر لحكماً، وإنما أمزح وأهزل. قال: لا تقل هذا! هات أنشدني، فأنشدته:

عِش فَحُبِّيك سريعاً قاتلي ... والضّنى إن لم تصِلني واصِلي.

ظَفِرَ الشَّوْقُ بِقَلبٍ دَنِفٍ ... فيكَ والسُّقمُ بجسمٍ ناحِلِ.

فهُما بينَ اكتِئاب وَضَنىً ... ترَكاني كالقضِيبِ الذّابِلِ.

قال: فاستملح ذلك ووصلني.

<<  <  ج: ص:  >  >>