ذكر ابن حيويه ونقلته من خطه قال: حدثنا أبو بكر محمد بن خلف قال: حدثني إسحاق بن محمد الكوفي قال: حدثني عبيد الله بن محمد بن حفص بن موسى بن عبيد الله بن معمر عن أبيه قال: كان مسافر بن أبي عمرو بن أمية يتعشق جاريةً من أهل مكة، فنذر به أهلاه، فهرب، فلحق بالحيرة بالنعمان بن المنذر، فاعتل هناك بالهلاس، فجمع له النعمان أطباء الحيرة فأجمعوا على كيه، فكوي فبرأ، ثم إنه قدم عليه رجل من أهل مكة، فقال له: ما فعلت فلانة؟ قال: تزوجت، قال فشهق ومات في مكانه، فقال أبو طالب، وكان صديقاً لمسافر خاصاً به، فقال يرثيه:
لَيْتَ شِعرِي، مُسافرُ بن أبي عم ... رو، وَلَيْتَ، يَقُولُهَا المَحزُونُ.
كَيْفَ كانتْ مَرَارَةُ المَوْتِ في في ... كَ، وَماذا بَعدَ المَماتِ يَكُونُ.
خَيرُ مَيتٍ على هبالةٍ، قَد حا ... لَتْ فَيافٍ من دُونِهِ وَحُزُونُ.
بُورِكَ المَيّتُ الغَرِيبُ، كما بُو ... رِكَ نَضْرُ الرَّيْحَانِ والزّيتُونُ.
كم صَديقٍ وصَاحِبٍ وَابنِ عمّ ... وَخَلِيلٍ عَفّتْ عَلَيهِ المَنُونُ.