أخبرنا محمد بن الحسين الجازري، حدثنا المعافى بن زكريا، حدثنا محمد بن يحيى الصولي، حدثنا عون بن محمد، حدثني إدريس بن بدر أخو الجهم بن بدر قال: كن أبي منقطعاً إلى الفضل بن يحيى، فكان معه يوماً في موكبه، فقال أبي: فرأيت من الفضل حيرة وجولة، ففطن أني قد استبنت ما كان منه، فقال: عرفني يا بدر كيف قال المجنون: وداع دعا، فأنشدته:
قال: هذه، والله، قصتي، كنت أهوى جاريةً يقال لها خشف ثم ملكتها فقربت من قلبي، فسمعت الساعة صائحاً يصيح: يا خشف، فكان مني ما رأيت، ونالني مثل ما قال المجنون.
ابتنى معاوية بالأبطح مجلساً، فجلس عليه، ومعه ابنة قرظة، فإذا هو بجماعة على رحال لهم، وإذا بشاب منهم قد رفع عقيرته يتغنى:
مَنْ يُسَاجِلْني يُساجِلْ مَاجِداً ... أخضَرَ الجِلدَةِ في بَيتِ العَرَبْ
قال: من هذا؟ قالوا: عبد الله بن جعفر. قال: خلوا له الطريق، فليذهب؛ ثم إذا هو بجماعة فيهم غلام يغني:
بَينَمَا يَذكُرْنَني أبصَرْنَني ... دُونَ قِيدِ الميلِ يَعدو بي الأغَرّ