الحرير، وفرشك الديباج، فلما وقع الكلام في مسامعها جاء زوجها بالليل، فلم تقدم له طعامه، ولم تفرش له فراشه، فقال لها: ما هذا الخلق يا هنتاه! فقالت: هو ما ترى. فقال: أطلقك؟ قالت: نعم، فطلقها. فتزوجها ذلك الملك، فلما زفت إليه نظر إليها فعمي، ومد يده إليها فجفت. فرفع نبي ذلك العصر خبرهما إلى الله، عز وجل، فأوحى الله تعالى إليه: أعلمهما أني غير غافر لهما، أما علما أن بعيني ما عملا بصاحب المسحاة؟
[يقتل جاريته بريبة]
أخبرنا أبو الحسين أحمد بن علي التوزي قال: حدثنا إسماعيل بن سعيد بن سويد قال: حدثنا الحسين بن القاسم قال: حدثنا عبيد الله بن خرداذبة قال: أخبرني موسى بن المأمون قال: كان فروح الزناء يعشق جاريةً بالمدينة يقال لها رهبة ثم اشتراها فقال:
يا رَهبَ لم يَبقَ لي شيء أُسَرّ بِهِ ... غيرَ الجلوسِ، فَتَسقِيني وأسقِيكِ.
وَتَمزُجينَ بِرِيقٍ مِنكِ لي قَدَحاً، ... وَتَشتَفي بكم نفسي وأشْفِيكِ.
يا رَهْبَ مَا مَسّني شيءٌ أُغَمُّ بِهِ ... إلا تَفَرّجَ عَنّي حينَ آتِيكِ.
قال ثم عثر على ريبةً بينها وبين جارية له، فقتلها، فقال ابن الخياط المديني:
تَنَجّدَ وَاستشرَى على قتلِ كاعبٍ، ... كأنّ فُضَاضَ المِسكِ منها التنفسُ.
فمالتْ على الكَفّينِ خَودٌ غَريرَةٌ، ... كما باتَ بينَ الرّاحِ والصُّهبِ نَرْجِسُ.