للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مات فدفنه جده، ووجد عليه وجداً شديداً، وقال يرثيه:

يَا صَاحِبَ القَبرِ الغَرِيبِ ... بالشّامِ من طَرفِ الكَثيبِ

بالشِّعبِ بَينَ صَفَائِحٍ ... صُمٍّ تُرَصَّفُ بالجُنُوبِ

مَا إنْ سَمعتُ أنينَهُ، ... وَنِدَاءَهُ عِنْدَ المَغيبِ

أقبَلْتُ أطْلُبُ طِبَّهُ، ... وَالمَوْتُ يَعْضُلَ بالطَّبيبِ

وَاللّيلُ مُنْسَدِلُ الدّجَى، ... وَحشُ الجِنابِ من الغُرُوبِ

هَاجَتْ لِذَلِكَ لَوْعَةٌ ... في الصّدْرِ ظَاهرَةُ الدبيبِ

[عاشق أخت زوجته]

ذكر أبو عمر محمد بن العباس، ونقلته من خطه، أخبرنا أبو بكر محمد بن خلف المحولي، أخبرني أبو بكر العامري، أخبرني رياح بن قطب بن زيد الأسدي ابن أخت قريبة أم البهلول ابنة أباق الدبيرية الأسدية أخت الركاض بن أباق الدبيري الشاعر عن قريبة قالت: كان لعبد المخبل وهو كعب بن مالك؛ وقال غير قريبة: هو كعب بن عبد الله من بني لأي بن شاس بن أنف الناقة وهو من أهل الحجاز؛ ابنة عم له يقال لها أم عمرو، وكانت أحب الناس إليه، فخلا بها ذات يوم، فنظر إليها وهي واضعة ثيابها فقال لها: يا أم عمرو! هل ترين أن أحداً من النساء أحسن منك؟ قالت: نعم! أختي ميلاء أحسن مني. قال: فكيف لي بأن ترينيها؟ قالت: إن علمت بك لم تخرج إليك. ولكن تختبئ في الستر، وأبعث إليها.

قال: ففعلت، وأرسلت إليها، وهو في الستر، وجاءت ميلاء، فلما نظر إليها عشقها وترك أختها امرأته، وعارضها من مكان لا تحتسبه، فشكا إليها حبها، وأعلمها أنه قد رآها. فقالت: والله يا ابن عم! ما

<<  <  ج: ص:  >  >>