أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد المكي صاحب قوت القلوب بقراءتي عليه قال: حدثنا أبو الفتح يوسف بن عمر القواس إملاء قال: حدثنا أحمد بن الحسن بن محمد بن سهل الواعظ قال: حدثنا محمد يعني ابن جعفر قال: حدثنا إبراهيم بن الجنيد قال: حدثنا محمد بن الحسين قال: حدثنا روح بن منصور قال: قال عباد العطار: قمت ذات ليلة فقلت: اللهم اكس وجهي منك حياءً، فصرخت ريحانة: ادعو لك بإسقاط العرى، أنت مراءٍ، وتدعو بالحياء؟ الورع أولى بك من ذا، وأنشأت تقول:
تَعَوّدْ سَهَرَ اللّيلِ، فإنّ النَّوْمَ خُسرَانُ.
وَلا تَرْكنْ إلى الذَّنْبِ، فعُقبى الذنبِ نيرَانُ.
وَكُنْ للْوَحْيِ دَرّاساً، فَلِلقُرْآنِ أخدانُ.
إذا ما اللّيلُ فاجاهُم، فهم في الليلِ رُهْبَانُ.
يَمِيلون كمَا مالَتْ، من الأروَاحِ، أغصانُ.
قال: فبكيت حتى اشتفيت.
[عيسى بن مريم والأسد]
أنبأنا أبو محمد الحسن بن علي الجوهري قال: أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن سويد الشاهد قال: حدثنا الحسين بن القاسم بن جعفر الكوكبي قال: حدثنا أبو يوسف الضخم قال: حدثنا عبد الله بن مقوم التنوخي قال: أخبرنا عبد المنعم عن أبيه قال: خرج عيسى بن مريم، عليه السلام، في ليلة شاتية في سياحته فأخذته السماء بالمطر والريح، فأتى كهفاً ليسكن فيه، فإذا هو بسبع قد خرج إليه يبصيص، فلما رآه عيسى رجع وقال: أنت أحق بموضعك، وجعل يقول: يا رب لكل ذي روح ملجأ يسكن إليه، وليس لعيسى