[حبذا ذاك الظلوم]
أنبأنا القاضي أبو الحسين أحمد بن علي بن الحسين التوزي قال: أخبرنا الشريف أبو الفضل محمد بن الحسن بن الفضل بن المأمون قال: قُرأ على أبي بكر بن الأنباري، وأنا أسمع، للمؤمل:
أقَاتِلَتي هِندٌ، وَقَتْلي مُحَرَّمُ، ... أما فِيكُمُ يا أيّها الناسُ مُسلِمُ.
يُظَلّمُها في ما تُريدُ بِعاشِقٍٍ، ... ألا حبّذا ذاكَ الظَّلومُ المُظَلَّمُ.
لقد زَعموا لي أنّها نذرَتْ دَمي، ... وما لي بحمَدِ اللهِ لحمٌ ولا دَمُ.
بَرَى حُبُّها لحمي، ولم يُبْقِ لي دَماً، ... وإن زعَمَتْ أنّي صَحيحٌ مُسَلَّمُ.
سَتَقتُلُ جلداً بالِياً فوْقَ أعظُمٍ، ... وَليسَ يبالي القتلَ جِلدٌ وأعظُمُ.
فلَمْ أرَ مثلَ الحُبِّ صَحّ قرينُهُ، ... ولا مثلَ مَن لم يدرِ ما الحبّ يُسقِمُ.
أآذنةٌ لي أنتِ في ذكرِ حاجَةٍ، ... ألا طالما قد كنتُ عنها أُجَمجِمُ.
غدَرْتُم، وَلم نغدرْ، وقلتُم: غدرْتمُ، ... تظُنّونَ أنّا منكمُ نَتَعَلّمُ.
قطعنا، زَعمتُم، والقطيعَةُ منكُمُ، ... زَعمنا، وأنتُم تزعُمُونَ ونزعُمُ.
فإن شئتُمُ كان اجتماعاً، فقلتُمُ ... وقلنا، فإنّ القوْلَ للقوْلِ سُلَّمُ.
وإلاّ فإنّا قد رَضينا بحُكمِكُم ... على كل حالٍ فاتقوا الله واحكُموا.
فوَاللهِ ما أجرَمتُ جُرْماً علمتُهُ، ... فإن سرّكمْ جُرْمي، فها أنا مجْرِمُ.
وعاقَبتُموني في السّلامِ عَلَيْكُمُ، ... ولم يكُ لي ذنبٌ سوى ذاك يُعلَمُ.
فإن تمنَعوا مني السلامَ، فإنّني ... لَغاد على حِيطانِكم فَمُسَلِّمُ.