أنبأنا محمد بن أبي نصر بدمشق قال: أنشدني علي بن أحمد ليحيى بن هذيل:
إذا حَبَستُ على قَلبي يدي بِيَدي، ... وَصِحتُ في الليلَةِ الظَّلماءِ واكبِدي.
ضَجّتْ كَوَاكِبُ ليلى في مَطالِعِها، ... وَذابَتِ الصّخرَةُ الصّمَّاء من كَمَدي.
[الهوى حلو ومر]
أخبرنا أبو علي محمد بن الحسين الجازري بقراءتي عليه قال: حدثنا المعافى بن زكريا الجريري قال: حدثنا الحسين بن القاسم الكوكبي قال: حدثنا ابن أبي الدنيا قال: حدثني أبو الوضاح عن الواقدي عن أبي الجحاف قال: إني لفي الطواف وقد مضى أكثر الليل وخف الحاج إذا امرأة قد أقبلت كأنها شمس على قضيب غرس في كثيب، وهي تقول:
رَأيتُ الهوَى حُلواً إذا اجتمَعَ الوَصْلُ، ... ومُرّاً على الهِجرَان، لا بل هوَ القتلُ.
وَمَنْ لمْ يَذُقْ للهَجْرِ طَعْماً، فَإنّهُإذا ذاقَ طَعْمَ الحبّ لم يدرِ ما الوَصْلُ.
وقد ذُقتُ من هذين في القرْبِ والنَّوَى، ... فأبعَدُه قَتلٌ وأقرَبُه خَبْلُ.