غيره، وقد آليت على نفسي أن لا أعيش بعدها، فأسألك بالحرمة التي جرت بيني وبينك، إذا أنا مت فلففني وإياها في هذا الثوب، وادفنا في مكاننا هذا، وأكتب على قبرنا هذا الشعر:
كنّا على ظَهرِها وَالدَّهرُ في مَهَلٍ، ... وَالعَيشُ يَجمَعُنا وَالدّارُ وَالوَطنُ
فَفَرَّقَ الدّهرُ بِالتّصرِيفِ أُلفَتَنَا، ... فَاليَوْمَ يَجمعُنا في بَطنِها الكَفَنُ
ثم اتكأ على سيفه، فخرج من ظهره فسقط ميتاً، فلففتهما في الثوب وحفرت لهما، فدفنتهما في قبر واحد وكتبت عليه كما أمرني.
؟
[في الدنيا وفي الآخرة]
قال ابن المرزبان: وحدثني سعيد بن يحيى القرشي، حدثنا عيسى بن يونس عن محمد بن إسحق عن أبيه عن أشياخ من الأنصار قالوا: أتي النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، يوم أحد بعبد الله بن عمرو بن حرام وعمرو بن الجموح قتيلين، فقال: ادفنوهما في قبر واحد، فإنهما كانا متصافيين في الدنيا.
[مات على الجبل]
قال وذكر أبو الحسن المدايني عن محمد بن صالح الثقفي: أن بعض الأعراب عشق جاريةً من حيه، فكان يتحدث إليها، فلما علم أهلها بمكانه ومجلسه منها، تحملوا بها، فتبعهم ينظر إليهم، ففطن به، فلما علم أنه قد فطن به انصرف، وهو يقول:
بانَ الخَليطُ فأوجَعوا قَلبي، ... حَسبي بما قد أوْرَثوا حَسبي