أخبرنا أبو الحسين أحمد بن علي قال: حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمد البزاز قال: حدثنا عثمان بن أحمد قال: حدثنا أحمد بن محمد الطوسي قال: حدثنا أبو الطيب بن الشهوري قال: حدثني زريق الصوفي قال: أخبرني محمد بن الحسين عن حبيب الفارسي قال:
دخلت يوماً إلى الرجان، فإذا بمجنون يقال له أبنا. قال: فهاج على قلبي آية من كتاب الله، عز وجل، فقرأت: حور مقصورات في الخيام، لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان. قال: فهاج ثم أنشأ يقول:
مِن حُبِّ سيّدة تَبَوّأ جَنّةً ... قد حُفّفَتْ أنهارُها بخِيامِ.
مع خَوْدة في جوْفِ قصرِ زَبرْجدٍ ... مَكنونَةٍ في خِدرِها كغُلامِ.
وَرَصَانَةٍ في قوْلِها وَحَديثِها، ... لا تأْيَسَنْ بِرَاقِدٍ نَوّامِ.
[الجارية المجنونة والزرع]
أخبرنا القاضي أبو الحسين أحمد بن علي التوزي بهذا الإسناد عن زريق الصوفي عن عبد الواحد قال: قال عتبة الغلام: خرجت من البصرة والأبلة، فإذا أنا بخباء أعراب قد زرعوا، وغذا أنا بخيمة، وفي الخيمة جارية مجنونة عليها جبة صوف لا تباع ولا تشترى، فدنوت فسلمت، فلم ترد السلام، ثم وليت فسمعتها تقول:
زَهِدَ الزّاهِدونَ والعابِدونا، ... إذ لَمْولاهم أجاعوا البطونا.