للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[البين مضر للمشغوف]

وبإسناده أخبرنا محمد بن خلف، حدثني أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثني أبو عبد الرحمن الغلابي قال: قال إسحاق: جاء رجل من التجار بقينة يعرضها على الرشيد، وأمر بإدخالها مقصورةً لتهيأ فيها، فدخل الفضل بن الربيع ليعترضها، ويخبر أمير المؤمنين، فأخذت العود، وأصلحته، وجعلت تنظر في وجه مولاها، وعيناها تذرفان، وغنت:

قَدْ حَانَ منك، فلا تَبعُدْ بِكَ الدّارُ، ... بَينٌ، وَفي البَينِ للمَشْغُوفِ أضرَارُ

فأخبر الفضل بن الربيع الرشيد الخبر، فأمر بردها على مولاها، وأمر له بعشرة آلاف درهم.

[ما أعف وأمجد]

أخبرنا أحمد بن علي السواق، حدثنا محمد بن أحمد بن فارس، حدثنا عبد الله بن إبراهيم، حدثنا محمد بن خلف قال: أنشدت لجميل بن عبد الله بن معمر:

أقُولُ، وَلمّا تَجزِ بالودّ طائلاً، ... جَزَى اللهُ خَيراً، ما أعَفّ وَأمجَدا

فقالتْ: بِغَيري كُنتَ تَهتِفُ دائِباً، ... وَكُنتَ صَبُوراً للغَواني مُصَيَّدا

فقُلتُ: فمَنْ ذا يَتّمَ القَلبَ غيركُم ... وَعَوّدَهُ غَيرَ الّذي كانَ عَوّدا

فقالت لتِربَيها، لتَصديقِ قَوْلِهَا، ... هلُمّا اسمَعَا مِنهُ المَقَالَةَ وَاشهدَا

فقالت: وَهَل في ذاكَ بأسٌ، وَإنّمَا ... أُرِيدُ لِكَيمَا تُسعدِاني، وَتُحمدَا

<<  <  ج: ص:  >  >>