أنبأنا الشيخ أبو جعفر محمد بن أحمد بن المسلمة أن أبا عبيد الله محمد بن عمران المرزبان أخبرهم إجازة قال: أخبرنا عبيد الله بن أحمد الكاتب قال: حدثنا أبو بكر بن الأنباري قال: أنشدني إبراهيم بن عبد الله الوراق لمحمد بن أبي أمية:
وَضاحِكٍ من بُكائي حينَ أُبصِرُهُ ... لَوْ كانَ جَرّبَ ما جَرّبتُ أبكَاهُ.
لا يُرْحَمُ المُبتَلى ممّا تَضَمّنَه ... إلاّ فتى مُبتَلى قد ذاقَ بَلوَاهُ.
ما أسرَعَ الموْتَ إن تمّتْ غريمتُهم ... على القَطِيعَةِ إن لمْ يرْحَمِ اللهُ.
الحُبُّ حلوٌ ومُرٌّ في مَذَاقَتِهِ، ... أمرُّهُ هَجرُكمْ والوَصْلُ أحلاهُ.
لم يفتها جواره ميتاً
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن طاهر الدقاق بقراءتي عليه قال: أخبرنا الأمير أبو الحسن أحمد بن محمد المكتفي بالله قال: حدثنا ابن دريد قال: حدثنا السكن بن سعيد عن العباس بن هشام عن أبيه عن جده قال: حدثني مصدع بن غلاب الحميري وكان مخضرماً، وأدركته وهو ابن ثماني عشرة ومائة سنة وما في فرته ولحيته بيضاء، قال: حدثني أبي غلاب قال: كان بذمار فتىً من حمير، من أهل بيت شرف يقال له: زرعة بن رقيم، وكان جميلاً شاعراً لا تراه امرأة إلا صبت إليه، وكان في ظهر ذمار رجل شيخ كثير المال، وكانت له بنت تسمى مفداة، بارعة الجمال، حصيفة اللب، ذات لسان مصلق، تفحم البليغ، وتخرس المنطيق، وكان زرعة يتحدث إليها في فتية من الحي، وكان ممن