للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يتحدث إليها فتىً من قومها يقال له حيي، ذو جمال وعفاف وحياء، فكانت تركن إلى حديه، وتشمئز من زرعة لرهقه، فساء ذلك زرعة وأحزنه، فاجتمعا ذات يوم عندها فرأى إعراضها عنه وإقبالها على حيي، فقال:

صُدودٌ وإعرَاضٌ وإظْهارُ بَغضَةٍ، ... غَلاَم وَلِمْ يا بينتَ آل العُذافرِ؟.

فقالتْ:

عَلى غَيرِ ما شَرٍّ، ولكِنّكَ امرؤٌ ... عُرِفتَ بِغل المومِساتِ العَواهِرِ.

فقال حيي:

جَمَالُكَ يا زَرعَ بنَ ارقَمَ إنّما ... تُنَاجي القُلوبَ بالعيونِ النّوَاظِرِ.

فقالَ زَرعةُ:

فإنْ يَكُ مما خَسّ حظي لأنّني ... أَصَابني فتُصْبِيني عيونُ القَصَائِرِ.

وَإني كَريمٌ لا أُزَنَ بِرِيبَةٍ ... وَلا يَعْتري ثوْبيَّ رينُ المَعايرِ.

فقالت المفداة:

كذاك فكُن، يسلمْ لكَ العِرضُ، إنه ... جمالُ امرئ أن يرتدي عِرضَ طاهر.

فقال حيي:

حَيَاءَكُمَا لا تَعْصِيَاهُ، فإنّمَا ... يكونُ الحَياءُ من تَوقّي المعايرِ.

<<  <  ج: ص:  >  >>