أخبرنا أبو غالب بن بشران في ما كتب به إلينا قال: أخبرنا ابن دينار قال: أخبرنا أبو الفرج الأصبهاني قال: حدثني حمزة بن أبي سلالة الشاعر قال: دخلت بغداد في بعض السنين، فبينا أنا مار في الجنينة إذا أنا مار برجلٍ عليه مبطنة نظيفة، وعلى رأسه قلنسوة سوداء، وهو راكب قصبة والصبيان يصيحون خلفه: يا خالد، يا بارد! فإذا أذوه حمل بالقصبة عليهم، فلم أزل أطردهم عنه حتى تفرقوا وأدخلته بستاناً هناك، فجلس واستراح، واشتريت له رطباً فأكل. واستنشدته فأنشدني:
قد حازَ قَلبي فَصَارَ يملِكُهُ ... فكيفَ أسلُو وكيفَ أتركُهُ.
رَطيبُ جِسْمٍ كالمَاءِ تحسِبُهُ ... يخطُرُ في القلبِ منه مسلَكُهُ.
يكادُ يجري من القميص من النّع ... مة لوْلا القَميصُ يُمسكُهُ.
فاستزدته، فقال: ولا حرف.
[الأمين وحبه للشعر]
أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد العتيقي، رحمه الله، في ما أذن لنا في روايته قال: أخبرنا محمد بن العباس بن حيويه قال: حدثنا العباس بن المغيرة الجوهري قال: حدثنا أبو نصر محمد بن موسى الطوسي قال: حدثنا عبد الله بن أحمد أبو هفان قال: حدثني أبو نواس قال: دخلت على الأمين أمير المؤمنين، وهو قاعد في قبة له، ومعه جارية لم أر قط أحسن منها. قال: وإذا على جبين الجارية مكتوب بالغالية مما