للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

برحمته، فانقبضت إليه نفسه، فقام عنها فقال: المائة دينار لك، افتحي الباب! فقالت: وما رأيت؟ ألست زعمت انك رأيتني فأعجبتك فتمحلت وابتغيت حتى جمعت مائة دينار، فما رأت؟ قال: ليس في الأرض شيء أبغض إلي منك.

قالت: وما رأيت؟ قال: هذا شيء لم أفعله قط.

قالت: ما قال لي هذا أحد، لئن كنت صادقاً فما أريد زوجاً غيرك، فلي عليك أن تتزوجني.

قال: نعم، فقنع رأسه ورجع، فلحق ببلده، وأقبلت تبيع متاعها، ثم ارتحلت إليه، فانتهت إلى البلد الذي هو فيه، فسالت عنه، فقيل لها: هوذا في المسجد. فقيل له: جاءت ملكة أرض كذا وكذا تسأل عنك، فأتته، فلما نظر إليها نظرةً مال ميتاً، فوجدت عليه وجداً شديداً، فقالت: اما هذا فقد فاتني، ولكن هل له أخ أو قريب؟ قيل: إن له؟ أخاً ضعيفاً.

قال معتمر: أي ليس في العبادة مثله، فتزوجت أخاه، فولدت له سبعة أنبياء.

[المرقش الشاعر وأسماء]

كتب إلي أبو غالب بن بشران من واسط حدثنا ابن دينار قال: حدثنا أبو الفرج محمد بن علي الأصفهاني في كتاب الأغاني قال: قال أبو عمرو، ووافقه المفضل الضبي: كان من خبر مرقش الأكبر أنه عشق ابنة عم له يقال لها أسماء بنت عوف بن مالك، علقها وهو غلام، فخطبها إلى أبيها، فقال له: لا أزوجها حتى تعرف بالناس، وهذا قبل أن يخرج ربيعة من أرض

<<  <  ج: ص:  >  >>