للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نَصُدّ، إذا ما كاشِحٌ مالَ طرْفَهُ ... إلَينا، ونُبدي ظاهِراً بينَنَا هَجْرَا.

فإنْ غَفَلوا عنّا رَأيْتَ خُدُودَنَا ... تَصافَحُ، أوْ ثَغراً قَرَعنَا بهِ ثَغْرَا.

ولَوْ قَذَفَتْ أجسادُنَا ما تَضَمّنَتْ ... من الضّرِّ والبَلوَى إذاً قذفتْ جَمرَا.

[ابنة أبي ربيعة وأبو مسهر]

أخبرنا أبو طاهر بن السواق أحمد بن علي قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن فارس قال: حدثنا عبد الله بن إبراهيم الزبيبي قال: حدثنا محمد بن خلف قال: كتب إلي أبو علي الحسن بن عليل العنزي، ثم لقيته بعد ذلك، فحدثني به قال: حدثني أبو شراعة القيسي قال: حدثنا شيبان بن مالك قال: قال حماد الراوية: أتيت مكة فجلست في حلقة فيها عمر بن أبي ربيعة، فتذاكروا العذريين وعشقهم وصبابتهم، فقال عمر: أحدثكم عن بعض ذلك: إنه كان لي خليل من عذرة، وكان مستهتراً بحديث النساء، يشبب بهن، وينشد فيهن على أنه لا عاهر الحلة ولا سريع السلوة، وكان يوافي الموسم كل سنة، فإذا أبطأ ترجمت له الأخبار، وتوكفت له السفار، حتى يقدم، وإنه راث عني ذات سنة خبره، وقدم وفد عذرة، فأتيت القوم أنشد عن صاحبي، فغذا غلام قد تنفس الصعداء ثم قال: عن أبي المسهر تسأل؟ قلت: عنه نشدت وإياه أردت. قال: هيهات أصبح، والله، أبو مسهر لا مؤيساً منه فيهمل، ولا مرجواً فيعلل، أصبح والله كما قال:

لَعَمرُكَ ما حبّي لأسماءَ تاركي ... صحيحاً، ولا أَقضي به فأموتُ.

<<  <  ج: ص:  >  >>