للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عليه، ثم غدوا في اليوم الثاني يطلبونه، فبينا هم كذلك إذ أشرفوا على واد كثير الحجارة، وإذا به في ذلك الوادي ميت، فاحتمله الرجل ودايته حتى أتيا به الحي، فغسلوه وكفنوه ودفنوه، فقال الرجل: قد كنت أقدر أن أسمع منه شيئاً من شعره ففاتني ذلك فأنشدوني من شعره شيئاً أنصرف به، فأنشدوه أشياء كتبها، وانصرف.

[لو بلي البين ببين]

أخبرنا الشيخ أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون قراءة عليه، أخبرنا أبو الحسين محمد بن الحسن بن أحمد بن محمد بن أبي علي الأصبهاني، أخبرنا سعد بن الحسن الصوفي، أنبأنا عبد المؤمن، حدثنا الحسن بن أبي الفضل أنشدنا هبة الله بن الحسن لنفسه:

حتى مَتى يَا قُرّةَ العَينِ، ... تُعّذِّب المُدْنَفَ بالبَينِ

ما أقتلَ الشوْقَ لأهلِ الهَوى ... وَأقرَبَ البَينَ منَ الحَينِ

لَوْ بُلِيَ البَينُ بِبَينٍ لمَا ... فَرّقَ مَا بَينَ المُحِبَّينِ

أوْ ذاق طعمَ الوَصلِ يوماً لما ... شَتّتَ شَمْلاً بَينَ إلْفَينِ

[غراب البين]

وأخبرنا أحمد بن الحسن على أثره، أخبرنا محمد بن الحسن الأصبهاني، أنبأنا وليد بن معن المؤدب: أنشدنا أبي لأبي الحسن البرمكي:

أتَرْحَلُ عَمّن أنتَ صَبٌّ بذِكرِهِ ... وَتشكو غرَابَ البَينِ؟ هذا هوَ الظلمُ

وَما لغُرَابِ البينِ بالبَينِ فِطنَةٌ؛ ... وَما لغُرابِ البَينِ بالمُلتقَى عِلمُ

<<  <  ج: ص:  >  >>