أخبرنا أبو بكر الأردستاني بمكة قال: حدثنا أبو عبد الرحمن السلمي قال: حدثنا يوسف بن عمر الزاهد قال: حدثنا جعفر بن محمد بن نصير قال: حدثنا الزبير بن بكار قال: حدثنا مؤمل بن طالوت قال: حدثنا مكين العذري قال: سمعت عمر الوادي قال: بينا أنا أسير بين العرج والسقيا إذ سمعت رجلاً يتغنى بيتين لم أسمع بمثلهما قط، وهما:
وكُنتُ إذا ما جِئتُ سُعدى بأرْضِهَا ... أرَى الأرضَ تُطَوى لي ويدنو بعيدُها.
من الحَفِرَاتِ البِيضِ ودَّ جليسُها ... إذا ما انقَضَتْ أُحدوثَةٌ لو تعيدها.
قال: فكدت أسقط عن راحلتي طرباً، فسمت سمته، فإذا هو راعي غنم، فسألته إعادته، فقال: والله لو حضرني قرىً أقريكه ما أعدته، ولكني أجعله قراك الليلة، فإني ربما تغنيت بهما وأنا غرثان فأشبع، وظمآن فأروى، ومستوحش فآنس، وكسلان فأنشط، فاستعدته إياهما، فأعادهما حتى أخذتهما، فما كان زادي حتى وردت المدينة غيرهما.
[من عشق فعف دخل الجنة]
أخبرنا أبو طاهر أحمد بن علي السواق قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن فارس قال: حدثنا أبو الحسين عبد الله بن إبراهيم بن بيان قال: حدثنا محمد بن خلف قال: حدثنا زكريا بن يحيى الكوفي قال: قال محمد بن حريث الشيباني عن أبيه عن أبي سعد البقال عن عكرمة عن ابن عباس قال: من عشق فعف فمات دخل الجنة.