للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[سكينة وعروة بن أذينة]

وأخبرنا محمد، حدثنا المعافى، حدثنا محمد بن القاسم الأنباري، حدثنا محمد بن يحيى النحوي، حدثنا عبيد الله بن شبيب عن عمر بن عثمان قال: مرت سكينة بعروة بن أذينة، وكان تنسك، فقالت له: يا أبا عامر! ألست القائل:

إذا وَجَدتُ أذىً للحبّ في كَبِدي ... أقبَلتُ نَحوَ سِقاءِ القَوْمِ أبترِدُ

هَبني ابترَدتُ ببَرْدِ الماءِ ظاهرَهُ، ... فمَن لنَارٍ على الأحشاءِ تَتّقِد ُ

أو لست القائل:

قالت، وأبثَثتُها سرّي فبُحتُ بهِ: ... قد كُنتَ عندي تُحبّ السَّترَ فاستَترِ

ألَستَ تُبصِرُ مَن حَوْلي؟ فقلتُ لها: ... غَطّى هَوَاكِ، ومَا ألقَى، على بصرِي

ثم قالت: هؤلاء أحرار إن كان هذا خرج من قلب سليم.

[رقية حميرية]

وجدت بخط شيخي أبي عبد الله الحسين بن الحسن الأنماطي في مجموع له بخطه قال: وحكى بعضهم عن شيخ من أهل اليمن أنه وجد في كتاب بالمسند، وهي لغة حمير، كلاماً كانت حمير ترقي به العاشق، فيسلو. وهو:

ما أحسَنَتْ سَلمَى إليكَ صَنيعَا، ... تَرَكَتْ فؤادَكَ بالفِرَاقِ مَرُوعا

قال: فحدثت بهذا الحديث كاهنةً كانت هناك، فلما كان من غد ذلك اليوم، لقيتني فقالت: إني رأيت البارحة الشعر يحتاج أن يقلب كلامه وحروفه، حتى يسلو به العاشق. قلت: فكيف يقلب كلامه؟ قالت: يقول مروعاً بالفراق فؤادك تركت صنيعاً إليك سلمى. أحسنت ما.

<<  <  ج: ص:  >  >>