للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الكلام، وأنشدني هذا الشعر:

بِنَفسِيَ من يَدعوهُ حبّي إلى التّقى ... وَخَوْفِ عذابِ اللهِ في ساعةِ الحَشْرِ

وَيَترُكُ مَا يَهَوى لَهُ وَيَخافُهُ، ... وَيَقنَعُ بالتّذكارِ وَالنّظَرِ الشَّزْرِ

وَلَمْ يَزِدِ التّذكارُ إلاّ تَهَيّجاً ... لزَفرَتِهِ بَينَ الجَوانِحِ وَالصّدرِ

لَئن قَنعتْ نفسُ المحبّ من الهَوَى ... بهاجِسةِ التذكار أوْ دَمعةٍ تَجرِي

وَلمْ تَتَهَيّجْ للمَحَارِمِ، إنّهُ ... لَذو خِيفةٍ للهِ في السرّ والجَهرِ

[سيد العشاق]

ومما وجدته بخط أبي عمر محمد بن العباس بن حيويه، حدثنا محمد بن خلف بن المرزبان، حدثنا أبو بكر العامري، حدثني أبو عبد الله القرشي، حدثنا الدمشقي عن الزبير، حدثني مصعب بن عبد الله الزبيري قال: عشق رجل من ولد سعيد بن العاص جاريةً مغنية بالمدينة، فهام بها دهراً وهو لا يعلمها بذلك، ثم إنه ضجر، فقال: والله لأبوحن لها، فأتاها عشيةً، فلما خرجت إليه، قال لها: بأبي أنت أتغنيني؟:

أتَجزُونَ بالوُدّ المُضَاعَفِ مِثلَهُ، ... فأنّ الكَرِيمَ من جزَى الوُدَّ بالوُدّ

قالت: نعم! وأغني أحسن منه، ثم غنت:

للّذي وَدَّنَا المَوَدّةُ بالضِّع ... فِ، وَفَضلُ البادي به لا يُجازَى

لَوْ بَدا مَا بِنَا لَكُمْ مَلأ الأرْ ... ضَ، وَأقطَارَ شَامِها وَالحِجازَا

فاتصل ما بينهما بعمر بن عبد العزيز، وهو أمير المدينة، فابتاعها له، وأهداها إليه، فمكثت عنده سنة، ثم ماتت، فبقي مولاها شهراً، أو أقل،

<<  <  ج: ص:  >  >>