أن يملي تمام هذا الحديث، في يوم الجمعة لسبع خلون من جمادى الأولى، فأملاه علينا، وبيد كل واحدةٍ صنعة تصنعها، لم أر مثلهن في الحسن والجمال. فقلت: أفيكن العيناء؟ فقلن: نحن من خدمها، وهي أمامك. فمضيت، فإذا روضة أعشب من الأولى، وأحسن، فيها عشرون جارية في يد كل واحدة صنعة تصنعها، وليس العشر إليها بشيء في الحسن والجمال، قلت: أفيكن العيناء؟ قلن: نحن من خدمها، وهي أمامك.
فمضيت، فإذا بروضة وهي أعشب من الأولى والثانية في الحسن والجمال، فيها أربعون جارية في يد كل واحدة منهن صنعة تصنعها وليس العشر والعشرون إليهن بشيء في الحسن والجمال، قلت: أفيكن العيناء؟ قلن: نحن من خدمها، وهي أمامك.
فمضيت فإذا بياقوتة مجوفة فيها سرير عليه امرأة قد فضل جنباها عن السرير، فقلت: أأنت العيناء؟ قالت: نعم! مرحباً بك، فأردت أن أضع يدي عليها، قالت: مه، إن فيك شيئاً من الروح بعد، ولكن تفطر عندنا الليلة، قال: فانتبهت.
قال: فما فرغ الرجل من حديثه، حتى نادى المنادي: يا خيل الله اركبي، قال: فركينا فصاف الرجل العدو، وقال: فإني لأنظر الرجل، وأنظر إلى الشمس، وأذكر حديثه، فما؟ أدري أرأسه سقط أم الشمس سقطت.