وقال لي: إذا استقررنا بالمدينة فإن رأيت أن تأتينا فأتنا فلما قدم المدينة وظهر على أهل بدر وأحد وأسلم الناس ومن حولهم بلغني أنه يريد أن يبعث خالد بن الوليد إلى بني مدلج، فأتيته فقلت له أنشدك النعمة، فقال القوم مه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دعوه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما تريد؟ فقلت بلغني أنك تريد أن تبعث خالد بن الوليد إلى قومي، فأنا أحب أن توادعهم فإن أسلم قومهم أسلموا معهم وإن لم يسلموا لم تخشن صدور قومهم عليهم، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيد خالد بن الوليد، فقال له: اذهب معه فاصنع ما يريد، فإن أسلمت قريش أسلموا معهم فأنزل الله عز وجل:{وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا} حتى بلغ {إِلَّا الَّذِينَ يَصِلُونَ} الآية، قال الحسن فالذين حصرت صدورهم بنو مدلج، فمن وصل إلى بني مدلج من غيرهم كان في مثل عهدهم". "ش وابن أبي حاتم وابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل" وسنده حسن.
٤٣٤٢- ثنا أبو خالد الأحمر عن ابن إسحاق عن يزيد بن عبد الله بن أبي قسيط عن القعقاع بن عبد الله بن أبي حدرد الأسلمي عن أبيه قال: "بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية إلى أضم فلقينا عامر بن الأضبط فحيا بتحية الإسلام فبرعنا عنه وحمل عليه محلم بن جثامة فقتله، فلما قتله سلبه بعيرا وأهبا١ ومسحا كان له، فلما قدمنا جئنا بشأنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم
١ أهب: جمع إهاب وهو الجلد، والمسح: بكسر الميم نوع من الأردية كالعباء.