كتاب كنز العمال

كتاب الخلافة مع الامارة من قسم الأفعال - الباب الاول: في خلافة الخلفاء - ج: 5 - ص: 749

ليبايعوه، ولم يفعلوا فضرب١ الركبان بخبره إلى عائشة وهي بسرف٢ فقالت: كأني أنظر إلى أصبعه تبايع بخب٣ وغدر، قال ابن الحنفية: لما اجتمع الناس على علي قالوا: إن هذا الرجل قد قتل ولا بد للناس من إمام ولا نجد لهذا الأمر أحق منك ولا أقدم سابقة ولا أقرب برسول الله صلى الله عليه وسلم برحم منك، قال: لا تفعلوا فإني وزيرا لكم خير لكم مني أميرا، قالوا: والله ما نحن بفاعلين أبدا حتى نبايعك وتداكوا على يده، فلما رأى ذلك قال: إن بيعتي لا تكون في خلوة إلا في المسجد ظاهرا وأمر مناديا فنادى المسجد المسجد فخرج وخرج الناس معه فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: حق وباطل ولكل أهل، ولئن كثر الباطل لقد نما بما فعل ولئن قل الحق فلربما ولقلما ما أدبر شيء فأقبل ولئن رد إليكم أمركم إنكم لسعداء وإني أخشى أن تكونوا في فترة وما علي إلا الجهد سبق الرجلان وقام الثالث ثلاثة واثنان ليس

---

١ فضرب: يقال: ضربت في الأرض إذا سافرت. النهاية "٣/٧٩" ب.
٢ بسرف: هو بكسر الراء: موضع من مكة على عشرة أميال. وقيل أقل وأكثر. النهاية "٢/٣٦٢" ب.
٣ بخب: يقال: خب النبات طال وارتفع والرجل منع ما عنده ونزل المنهبط من الأرض ليجهل موضعه بخلا والبحر اضطرب وفلان صار خداعا. القاموس "١/٥٩" ب.