كتاب كنز العمال

كتاب خلق العالم من قسم الأفعال - خلق الجن - ج: 6 - ص: 169

فقلت: لا والله ولقد هممت أن استصرخ الناس حين سمعتك تقرعهم بعصاك تقول: اجلسوا، قال: لو خرجت لم آمن من أن يخطفك بعضهم ثم قال: تلك الجن قد رأت في قتيل بينهم فقضى بينهم بالحق، ثم قال: هل رأيت شيئا؟ قلت: نعم رجالا سودا مستثفرى ١ ثياب بيض قال: أولئك جن نصيبين يسألون المتاع، والمتاع الزاد فمتعتهم بكل عظم حائل وروثة وبعرة، قلت: يا رسول الله وما يغني ذلك عنهم قال: إنهم لا يأخذون عظما إلا وجدوا عليه لحمه يوم أكل ولا روثة ولا بعرة إلا وجدوا خبرتها ٢ يوم أكلت فقالوا: يا رسول الله إن الناس ينجسونها علينا، فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يستنجى أحد خرج من الخلاء بعظم ولا روثة ولا بعرة". "عب".

---

(١) مستثفرى: ومنه حديث ابن الزبير رضي الله عنه في صفة الجن "فإذا نحن برجال طوال كأنهم الرماح، مستثفرين ثيابهم" وهو أن يدخل الرجل ثوبه بين رجليه كما يفعل الكلب بذنبه. النهاية "١/٢١٤" ب.
(٢) خبرتها: الخبير والخبرة: الإدام، وقيل هي الطعام من اللحم وغيره، يقال: اخبر طعامك: أي دسمه، وأتانا بخبزة ولم يأتنا بخبرة، النهاية "٢/٧" ب.