قال: حية، قلت اللهم لا واستغفرت ربي من قولي لا مائة مرة وقد علمت أن هي ثم مضيت قليلا فإذا بها قد أخرجت رأسها من فمي وقالت: انظر هل مضى هذا العدو فالتفت فلم أر أحدا فقلت لم أر أحدا إن أردت أن تخرجي فاخرجي فلم أر إنسانا، فقالت: الآن يا محمد اختر لنفسك واحدة من اثنتين إما أن أفتت كبدك، وإما أن أثقب فؤادك فأدعك بلا روح، فقلت يا سبحان الله أين العهد الذي عهدت إلي واليمين الذي حلفت لي ما أسرع ما نسيتيه وخنتيني، قالت يا محمد ما رأيت أحمق منك لم نسيت العداوة التي كانت بيني وبين أبيك آدم حيث أخرجته من الجنة على أي شيء طلبت اصطناع المعروف مع غير أهله؟ قلت لها: ولا بد أن تقتليني، قالت: لا بد من ذلك، قلت لها فأمهليني حتى آتي تحت هذا الجبل فأمهد لنفسي موضعا، قالت: شأنك وما تريد، قال محمد فمضيت أريد الجبل وقد أيست من الحياة فرفعت طرفي إلى السماء وقلت: يا لطيف يا لطيف إلطف بي بلطفك الخفي يا لطيف يا قدير أسألك بالقدرة التي استويت بها على العرش فلم يعلم العرش أين مستقرك منه يا حليم يا عليم يا علي يا عظيم يا حي يا قيوم يا الله إلا كفيتني هذه الحية، ثم مشيت فعارضني رجل صبيح الوجه طيب الرائحة نقي الثوب من الدرن فقال لي: سلام