رسول الله لبن وعسل، فوضعه في يده ثم قال: هذا شرابان لا نشربه ولا نحرمه، من تواضع رفعه الله ومن تجبر قصمه الله، ومن أحسن تدبير معيشته رزقه الله. "ابن النجار".
١٨٦١٥- عن عبد الله الهوزني١ قال: لقيت بلالا مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا بلال حدثني كيف كان نفقته صلى الله عليه وسلم؟ فقال: ما كان له شيء كنت أنا الذي ألي ذلك منه منذ بعثه الله عز وجل حتى توفي، وكان إذا أتاه الإنسان المسلم فرآه عاريا يأمرني به فأنطلق فأستقرض فأشتري البردة فأكسوه وأطعمه، حتى اعترضني رجل من المشركين فقال: يا بلال إن عندي سعة فلا تستقرض من أحد إلا مني ففعلت فلما كان ذات يوم توضأت ثم قمت لأؤذن بالصلاة، فإذا المشرك قد أقبل في عصابة من التجار، فلما رآني قال: يا حبشي قلت: لبيك فتجهمني، وقال لي قولا عظيما فقال: أتدري كم بينك وبين الشهر؟ قلت: قريب قال: إنما بينك وبينه أربع، وآخذك بالذي لي عليك، فإني لم أعطك الذي أعطيتك من كرامتك، ولا كرامة صاحبك علي، ولكن أعطيتك لأتخذك لي عبدا، فأردك ترعى الغنم كما كنت قبل ذلك، فأخذ في
١ عبد الله بن لحي الحميري أبو عامر الهوزني الحمصي. خلاصة الكمال "٢/١١٤" ص