تعالى إلى غمامة فأمطرتهم واستنقع على الجبل ماء صافيا، ثم أوحى الله تعالى إلى الشمس والقمر والنجوم: أن تجري في ذلك الماء، ثم أوحى إلى يوشع بن نون أن يرتقي هو وقومه على الجبل فارتقوا الجبل فقاموا على الماء حتى عرفوا بدء الخلق وآجاله بمجاري الشمس والقمر والنجوم وساعات الليل والنهار، فكان أحدهم يعلم متى يموت ومتى يمرض، ومن ذا الذي يولد له، ومن ذا الذي لا يولد له فبقوا كذلك برهة من دهرهم، ثم إن داود عليه الصلاة والسلام قاتلهم على الكفر فأخرجوا إلى داود في القتال من لم يحضر أجله ومن حضر أجله خلفوه في بيوتهم فكان يقتل من أصحاب داود ولا يقتل من هؤلاء أحد فقال داود: رب أقاتل على طاعتك ويقاتل هؤلاء على معصيتك، فيقتل من أصحابي ولا يقتل من هؤلاء أحد فأوحى الله تبارك وتعالى إليه: إني كنت علمتهم بدء الخلق وآجاله وإنما أخرجوا إليك من لم يحضر أجله ومن حضر أجله خلفوه في بيوتهم فمن ثم يقتل من أصحابك ولا يقتل منهم أحد قال داود: يا رب على ماذا علمتهم؟ قال: على مجاري الشمس والقمر والنجوم وساعات الليل والنهار قال: فدعا الله تعالى فحبست الشمس عليهم فزاد في النهار فاختلطت الزيادة بالليل والنهار فلم يعرفوا قدر الزيادة فاختلط عليهم حسابهم قال علي: فمن ثم كره النظر في النجوم.