ابعث حذيفة، قال حذيفة: فقلت دونك فوالله ما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يا حذيفة حتى قلت يا رسول الله بأبي وأمي أنت والله مابي أن أقتل ولكن أخشى أن أؤسر، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إنك لن تؤسر، فقلت: يا رسول الله مرني بما شئت فقال: اذهب حتى تدخل في القوم فنأتي قريشا فتقول: يا معشر قريش: إنما يريد الناس أن يقولوا غدا: أين قريش أين قادة الناس أين رؤوس الناس؟ تقدموا فتقدموا فتصلوا بالقتال فيكون القتل بكم ثم ائت كنانة فقل: يا معشر كنانة إنما يريد الناس غدا أن يقولوا أين كنانة أين رماة الحدق تقدموا فتقدموا فتصلوا بالقتال فيكون القتل بكم، ثم ائت قيسا فقل: يا معشر قيس إنما يريد الناس غدا أن يقولوا: أين قيس أين أحلاس الخيل أين فرسان الناس تقدموا فتقدموا فتصلوا بالقتال ويكون القتل بكم. ثم قال لي: ولا تحدث في سلاحك شيئا قال حذيفة: فذهبت فكنت بين ظهراني القوم أصطلي معهم على نيرانهم وأذكر لهم القول الذي قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أين قريش أين كنانة أين قيس حتى إذا كان وجه السحر قام أبو سفيان يدعو باللات والعزى ويشرك ثم قال: لينظر رجل من جليسه؟ قال: ومعي رجل يصطلي، قال: فوثبت عليه مخافة أن يأخذني فقلت: من أنت؟