كتاب كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال - ط الرسالة

باب غزواته صلى الله عليه وسلم وبعوثه ومراسلاته - غزوة حنين - ج: 10 - ص: 544

فبينما نحن نتضحى١ وعامتنا مشاة فينا ضعفة إذ جاء رجل على جمل أحمر، فانتزع طلقا٢ من حقبه٣ فقيد به جمله رجل شاب، ثم جاء يتغدى مع القوم، فلما رأى ضعفهم وقلة ظهرهم خرج يعدو إلى جمله، فأطلقه، ثم أناخه فقعد عليه، ثم خرج يركضه فاتبعه رجل من أسلم من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم على ناقة ورقاء هي أمثل ظهر القوم، فقعد فاتبعه فخرجت أعدو فأدركته ورأس الناقة عند ورك٤ الجمل، وكنت عند ورك الناقة، ثم تقدمت حتى أخذت بخطام الجمل فأنخته، فلما وضع ركبتيه بالأرض اخترطت سيفي فأضرب رأسه فندر فجئت براحلته وما عليها أقوده فاستقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم مقبلا فقال: من قتل الرجل؟ فقالوا: ابن الأكوع، فنفله٥ سلبه ٦. "ش".

---

١ نتضحى: أي نتغدى. النهاية ٣/٧٦. ب.
٢ طلقا: الطلق بالتحريك: قيد من جلود. النهاية ٣/١٣٤. ب.
٣ حقبة: أي من الحبل المشدود على حقو البعير أو من حقيبته، وهي الزيادة التي تجعل في مؤخر القنب والوعاء الذي يجمع الرجل فيه زاده. النهاية ١/٤١٢. ب.
٤ ورك: الورك: ما فوق الفخذ، وهي مؤنثة وقد تخفف، مثل: فخذ وفخذ. المختار ٥٦٨ ب.
٥ فنفله: النفل: الغنيمة قال: إن تقوى الله خير نفل أي خير غنيمة والجمع أنفال مثل سبب وأسباب. المصباح ٢/٨٥١. ب.
٦ سلبه: هو ما يأخذه أحد القرنين في الحرب من قرنه مما يكون=